-A +A
حسن النجراني (المدينة المنورة)
hnjrni@

الإرهاب والجريمة وجهان لعملة واحدة، فحيثما حلت الجريمة فإن الأرضية تكون خصبة لتنامي الإرهاب والخلايا الإرهابية، ولا يتوقف الضرر عند الأعمال الإرهابية بل يتعاظم ليؤثر على التنمية والتطوير، ويمتد الضرر للسكان فينتشر الجهل ويتم استغلالهم لتنفيذ المخططات أيا كان شكل هذه المخططات. التطوير الذي تنتهجه السعودية لا يتوقف عند مدينة بعينها أو مكان بعينه أو سبب بعينه، بل يطال جميع المدن دون تمييز؛ لدفع عجلة التنمية، فالأعمال التطويرية والتوسعية شملت في المقام الأول مكة المكرمة والمدينة المنورة ومناطق أخرى ومن ذلك المنطقة الشرقية التي تتضمن محافظة القطيف وغيرها من المحافظات.


حي «المسورة» بمحافظة القطيف في المنطقة الشرقية الذي أصبح منبراً للشيطان في إرسال ألويته لإرهاب الوطن، كانت أمانة المنطقة الشرقية أعلنت تطويره منذ سنوات ووضعته في سلم أولوياتها، إلى جانب المشاريع التي تقوم بها ضمن عدة مشاريع تهدف لإزالة وهدم الأحياء العشوائية في مختلف المناطق السعودية، بعد تعويض سكانها، إلا أن هدم حي المسورة واجه معارضة شديدة من مجموعات إرهابية؛ لأن تطويره سيقضي على وجودهم في حي يعتبر أشد الأحياء خطورة، فهو يمنحهم سرعة التحرك في تنفيذ العمليات الإجرامية تجاه المواطنين ورجال الأمن.

وقد أعلنت أمانة المنطقة الشرقية ممثلة في بلدية القطيف أن حي المسورة يتجاوز عمره 100 عام، وهو من دون شبكة صرف صحي، وتجد البلدية صعوبة في إيصال الخدمات إلى المنازل التي يبلغ عددها أكثر من 400 منزل.

لذا كانت أعمال التطوير لتنقية الحي وغسله من منابر الشياطين التي تستغله وتحاول أن تروع أهله وساكنيه وتمنع عنهم التنمية، لا تروق لأنصار الشر والعناصر الإرهابية فحاولوا إعاقة المشروع حماية لأنفسهم، وحفاظا على أنشطتهم الإرهابية التي تتخذ من المنازل المهجورة والخربة بالحي منطلقا لها.